أَغُلِبَ النَّاسُ يَعْتَقِدُونَ أَنْ هَذِهِ الْأَعْرَاضُ طَبِيعِيَّةٌ وَيَتَجَاهَلُونَهَا تَمَامًا وَلَا يُلَقُّونَ لَهَا بَالَا حَتَّى يَسْتَفْحِلَ الْمَرَضُ وَيَصْبَحُ عِلَاَجُهُ صَعْبًا أَوْ مُسْتَحِيلًا حَتَّى. فَمَا هِي هَذِهِ الْأَعْرَاضَ الْعَشْرَةِ وَكَيْفَ يَجِبْ عَلِيُّنَا أَنْ نَتَعَامَلَ مَعهَا ؟
1- عُسْرَة الْبَلْعِ المُترقّية Dysphagia
يَجِدُ الْمَرِيضُ فِي الْبِدَايَةِ صُعُوبَة فِي اِبْتِلَاَع الْأَطْعِمَةِ الصّلْبَةِ فَقَطْ وَتَتَطَوَّرُ هَذِهِ الْحَالَةَ خِلَالَ أَسَابِيع أَوْ أَشَهْرَ لِتَشْمَلَ صُعُوبَةُ الْبَلْعِ السَّوَائِلِ وَحَتَّى اللّعَابِ لَاَحِقًا. وَتَأْتِي عُسْرَةُ الْبَلْعِ المترقية فِي طَلِيعَةِ الْأَعْرَاضِ الَّتِي يَشْكُوَ مِنهَا مَرِيض سَرَطَانِ الْمَرِيءِ وَتَتَطَلَّبُ اِهْتِمَامَا طِبِّيَّا خاصَّا وَاِسْتِقْصَاءَاتُ عَدِيدَةٍ فِي مُقَدِّمَتهَا صُورَةِ الْمَرِيءِ الظَّليلَةِ وَالتَّنْظِيرِ الْهضمِيِّ الْعَلْوِيِّ.
عَادَةٌ مَا نُشَاهِدُ سَرَطَان الْمَرِيءِ عِنْدَ الْأَشْخَاصِ الْأكْبَرَ مِنْ 50 سَنَةَ وَمَنْ الْعَوَامِلَ الْمُؤَهِّلَةَ لَهُ: اِلْتِهَابَاتُ الْمُرِّيِّ الْمُزْمِنَةِ، الْقَلْسَ الْمَعِدَِيَّ الْمَرِيئِيَّ، التَّدْخِينَ، الْكُحُولَ وَالْعَادَاتِ الْغِذائِيَّةِ السَّيِّئَةِ. وَيَعْتَبِرُ مِنَ الْخبَائثُ صَعْبَةُ الْعِلَاَجِ وَذَاتُ الْإِنْذَارَ السيء، وَلِلْأَسَفِ فَإِنْ أَغَلَبَ المرضى الَّذِينَ يَشْكُوَنَّ مِنْ عُسْرَة الْبَلْعِ يُهْمِلُونَ أَنَفْسهُمْ وَيَتَأَخَّرُونَ فِي مُرَاجَعَة الطَّبِيبِ الْمُخْتَصِّ حَتَّى تَشْتَدَّ الْأَعْرَاضُ وَعِنْدهَا يَكُونَ الْأوَانُ قَدْ فَاتَ !!
2- الْبِيلَةُ الدَّمَوِيَّةُ Hematuria
وَجُوِّدَ الْكَرِيَّاتُ الْحَمْرَاءُ وَلَوْ بِكَمِّيَّةٍ قَلِيلَةٍ فِي الْبَوْلِ يَعْتَبِرُ أَمرَّا غَيْرِ طَبِيعِيٍّ وَيَحْتَاجُ إِلَى دَرَّاسَةِ مِفْصَلَةِ وَاِسْتِقْصَاءَاتٍ إِضَافِيَةٍ، وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أُنَّ الْبِيلَةُ الْعِيَانِيَّةُ( بُوِّلَ لَوْنُهُ أَحُمُرِ) هِي الَّتِي تُخِيفَ الْمَرِيضُ وَتَدْفَعُهُ لِمُرَاجَعَةِ الطَّبِيبِ وَلَكُنَّ لِلْبِيلَةِ الدَّمَوِيَّةِ الْمِجْهَرِيَّةِ نَفْسُ الْأهَمِّيَّةَ. لِلْبِيلَةِ الدَّمَوِيَّةِ أَسَبَّاب كَثِيرَةٍ أَشِيَعَهَا: حَصيَاتُ السَّبِيلِ الْبَوْلِيِّ – الإنتانات – الْخَباثَاتُ وَيَمُكَّنَّ تَقْسِيمُهَا إِلَى قِسَمَيْنِ رَئِيِسيَّيْنِ: الْبِيلَةُ الدَّمَوِيَّةُ الْمُؤْلِمَةُ وَأَهُمُّ أَسَبَّابهَا وُجُودِ حَصَاةٍ فِي الْحَالِبِ، أَمَّا كُلُّ بِيلَةٍ دَمَوِيَّةٍ غَيْرَ مُؤْلِمَةٍ فَهِي سَرَطَانٌ حَتَّى يُثَبِّتَ الْعَكْسُ وَخَاصَّةٌ فِي الْأَعْمَارِ الْكَبِيرَةِ قَدْ يُكَوِّنَ سَرَطَانُ كُلِّيَّةٍ أَوْ سَرَطَان مَثَانَةٍ أَوْ سَرَطَان برُوسْتاتِ وَالَّذِي هُوَ أَشَيَّعَ سَرَطَانُ عِنْدَ الرُّجَّالِ.
إِنْ كُلُّ بِيلَةٍ دَمَوِيَّةٍ غَيْرَ مُؤْلِمَةٍ تَتَطَلَّبَ مُتَابَعَةُ خَاصَّة قَدْ تَشْمَلُ تحاليل مُخْبِرِيَّةٌ، إيكو بَطِنَ وَحَوْضٌ، صُورَة ظَليلَةِ لِلْجهَازِ الْبَوْلِيِّ، طَبَقي مِحْوَرِيّ لِلْبُطُنِ وَالْحَوْضِ حَتَّى يَتَم كَشْف سَبَبِهَا وَتَوْجِيهِ الْمَرِيضِ نَحوَ الْعِلَاَجِ الْمُنَاسِبِ.
3- السُّعَالَ وَالنَّفْثَ الدَّمَوِيَّ Cough & Hemoptysis
إِنْ السُّعَالُ المعنّد عَلَى الْعِلَاَجِ وَالَّذِي يَسْتَمِرُّ لِفترةِ أَطَوْلِ مَنِ الْمَأْلُوفَ وَخَاصَّة عِنْدَ شَخْص مُدَخِّن قَدْ يَكُونَ عَرَضَا مَهْمَا لِسَرَطَانِ الرِّئَةِ وَيَتَطَلَّبُ مُرَاجَعَةُ فورية لِلطَّبِيبِ الأخصائي لِإِجْرَاءِ مُقَارَبَة سَرِيرِيَّةٍ كَامِلَةٍ تَبْدَأُ بِالْفَحْصِ الدَّقيقِ وَتَشْمَلُ صُورَةُ الصَّدْرِ الْبَسيطَةِ وَالطَّبَقَِيِّ الْمِحْوَرِيِّ وَرُبَّما تَنْظِير الْقَصَبَاتِ Bronchoscopy. كَذَلِكَ فَإِنْ النَّفْثُ الدَّمَوِيُّ وَهُوَ خُرُوجُ الدَّمِ مَعَ السُّعَالِ( وَلَيْسَ مَعَ الْقَيْءِ) وَبِالْرَّغْمِ مِنْ أَسْبَابِهِ كَثِيرَةٍ وَلَكُنَّ يَجُبَّ الْاِنْتِبَاهُ لِلْخَباثَةِ دَوَّمَا عِنْدَ كُلُّ مَرِيض لَدَيهُ هَذَا الْعُرْضَ.
إِنْ سَرَطَانُ الرِّئَةِ هُوَ أَحَّدَ أَشِيَعُ السَّرَطانَاتِ وَأَكْثَرَهَا خَباثَةٌ وَهُوَ الْقَاتِلُ الْأَوَّلَ بَيْنَ كُلُّ أَنْوَاع السَّرَطَانِ وَيَأْتِي التَّدْخِينُ فِي طَلِيعَة الْأَسْبَابِ المؤهبة لَهُ حَيْثُ أَكُدَّتْ إِحْصَاءَاتُ حَديثَةٍ أَنْ 90 % مِنَ الْمُصَابِينَ بِسَرَطَانِ الرِّئَةِ هُمْ مِنَ الْمُدَخِّنِينَ.
4- تُغِيرَ عَادَاتُ التَّغَوُّطِ Diarrhea & Constipation
وَيَقْصِدُ بِذَلِكَ حُدوث تَبَدَّلَ مُفَاجِئٌ فِي عَادَاتِ التَّغَوُّطِ مِثْلُ تَنَاوُبِ الْإِسْهَالِ وَالْإِمْسَاكِ أَوْ إِمْسَاك حَادِّ غَيْرِ مُفَسِّرٍ، إِنْ ظُهورٌ هَذِهِ الْأَعْرَاضَ وَلاسِيَّمَا فِي الْأَعْمَارِ الْمُتَقَدِّمَةِ أَوْ إِذَا تَرَافُقِ بِخُرُوجِ دَمٍ مَعَ الْبرَازِ أَمَرّ يُثِيرَ الشَّكُّ بِسَرَطَانِ الْكُولُونَ وَالْمُسْتَقِيم وَيَحْتَاجُ الْمَرِيضُ إِلَى إِجْرَاءَاتٍ تَشْخِيصِيَّةٍ أَهَمَّهَا التَّنْظِيرُ الْهضمِيُّ السَّفَلَِيُّ، وَبِالْرَّغْمِ مِنْ أُنَّ تَبَدُّلُ عَادَاتِ التَّغَوُّطِ هُوَ عَرَضَ مُشْتَرِكُ لِعُدَّةِ أَمرَاضِ هَضْمِيَّةٍ وَلَكُنَّ الْخَباثَاتُ تَتَصَدَّرُ قَائِمَةُ الْأَمْرَاضِ الْمُسَبِّبَةِ.
إِنَّ سَرَطَان الْكُولُونَ Colon Cancer هُوَ ثَانِي أَشِيَعِ سَرَطَان عِنْدَ كَلَّا الْجِنْسَيْنِ وَتَعْتَبِرُ نَوْعِيَّةُ الْغِذَاءِ هِي الْعَامِلُ المؤهِّب الْأَكْثَرَ أهَمِّيَّة فِيهِ، وَيَجُبُّ أَنْ نُلَاحِظَ أَنّهُ وَعِنْدَ الْكَشْفِ الْمُبَكِّرِ وَالْاِنْتِبَاهِ لِمِثْلُ الْأَعْرَاضِ السَّابِقَةِ الذّكرِ يَكُونُ الْعِلَاَجُ الْجرَاحِيُّ شَافِيًا تَمَامَا لِسَرَطَانِ الْكُولُونَ وَأَمَا إِذَا أَهملِ الْمَرِيضِ أَعْرَاضهُ وَتَأَخُّر فِي مُرَاجَعَة الطَّبِيبِ فَإِنْ الْإِنْذَارُ يَكُونُ سَيِّئَا جِدَا.
5- نَقَصَ الْوَزْنُ غَيْرَ الْمُفَسَّرِ Weight Loss
تَشْتَرِكُ أَغلبُ أَنْوَاعِ السَّرَطانَاتِ فِي إِحْدَاثِهَا لِسُوءِ حَالَةِ عَامَّةَ وَتَعِبَ وَوُهُنُ عَامُّ وَنَقَصَ وَزْنُ غَيْرِ مُفَسِّرِ عِنْدَ الْمَرِيضِ، وَإِنْ نَقَصَ الْوَزْنُ الْمَشْبُوهُ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ 10 % مِنْ وَزْنِ الْجِسْمِ خِلَالَ سِتَّةِ أَشَهْرٍ وَيَجُبُّ عَلَى أَيُّ شَخْصِ يَحْدُثَ لَدَيهُ مِثْلُ نَقَصَ الْوَزْنُ هَذَا دُونَ أَنْ يُكَوِّنَ مُفَسِّرَا بِأَسْبَابِ أُخْرَى وَاضِحَةٍ أَنْ يُرَاجِعَ طَبِيبُهُ طَلَبَا لِلنَّصِيحَةِ وَالْمَشُورَةِ.
مِنَ النَّادِرِ أَنْ يَكُونَ نَقْصُ الْوَزْنِ هُوَ الْعُرْضُ الْوَحِيدُ فِي حَالَاتِ الْخَباثَةِ حَيْثُ يَتَرَافَقَ غَالِبَا بِأَعْرَاضِ أُخْرَى مُوَجِّهَةٍ نَحوَ الآفة الْخَبِيثَةُ الْمَوْجُودَةُ، وَلَكُنَّ وَحَتَّى لَوْ كَانَ هُوَ الْعُرْضُ الْوَحِيدُ يَجُبُّ الْاِنْتِبَاهُ لَهُ وَعَدِمَ إهْمَالُهُ مُطْلِقًا.
6- تُغَيِّرَ سَرِيعٌ فِي طَبِيعَةِ الشَّامَاتِ أَوْ الْوَحِمَاتِ Melanocytic nevus
بِالنِّسْبَةِ لِلشَّامَاتِ أَوْ الْوَحِمَاتُ الْمَوْجُودَةُ عِنْدَ أَغلبِنَا إِذَا حَدَث تَغَيُّر سَرِيع نِسَبيا فِي لَوْنِهَا أَوْ نَزَّ دَمَوِيُّ مِنهَا أَوْ ظُهور تنبّتات عَلَى سَطْحِهَا أَوْ زِيَادَة كَبِيرَةٍ فِي حَجْمِهَا فَإِنْ ذَلِكَ يَدْفَعُنَا لِلشَّكِّ بِتَحَوُّلِهَا لِلْخَباثَةِ وَيَتَطَلَّبُ ذَلِكَ اِسْتِئْصَالَهَا جرَاحيا فُورَا مَعَ هَامِش أمَان وَإِرْسَالَهَا لِلتَّشْرِيحِ الْمَرَضِيِّ.
إِنْ سَرَطَانُ الْجِلَدِ بِمُخْتَلِفِ أَنْوَاعِهِ شَائِع جِدَا وَخَاصَّة فِي الْوَجْهِ وَالْأَمَاكِنِ الْمَكْشُوفَةِ مِنَ الْجِسْمِ الْمُعَرَّضَةِ لِأَشِعَّةِ الشَّمْسِ، لِأَنَّ الْأَشِعَّةَ فَوْقَ الْبَنَفْسَجِيَّةِ UV هِي السَّبَبُ الرَّئِيِسيُّ المؤهب لَهُ، وَغَالِبًا يُكَوِّنَ الْعِلَاَجُ الْجرَاحِيُّ شَافِيَا إِذَا أَجَرَّيْ بَاكَرَا قَبْلَ أَنْ يُعَطِّيَ الْوَرَمُ نقائل إِلَى أَمَاكِن أُخْرَى مَنِ الْجِسْمَ.
7. كُتْلَةُ مجسوسة فِي الثَّدْي Mass in Breast
إِنْ أَيُّ كُتْلَة مجسوسة فِي الثَّدْي يَجُبُّ أَنْ تَعْتَبِرَ سَرِطَانَا حَتَّى يُثَبِّتَ الْعَكْسُ، وَمِمَّا قَدْ يُعَزِّزَ الشَّكُّ فِي خَباثَة هَذِهِ الْكُتْلَةَ أَنْ تَكَوُّن فِي ثَدْي وَاحِد فَقَطْ وَلَيْسَ فِي الْاِثْنَيْنِ مَعَا وَأَنْ تَتَرَافَقَ بِنَزٍّ أَوْ مُفْرَزات دَمَوِيَّةٍ أَوْ مَصْلِيَّةُ مَنِ الْحَلِمَةَ أَوْ اِنْكِمَاش وغؤور فِي حَلِمَةِ الثَّدْي أَوْ تَغَيُّرَاتُ فِي جِلَد الثَّدْي حَيْثُ تُعَرِّفُ الوذمة الْاِلْتِهابِيَّةَ فِي جِلَد الثَّدْي بِعَلَاَمَةِ “ قُشِّرَ الْبُرْتُقَالُ ” Orange Peel Skin.
يَعْتَبِرُ سَرَطَانُ الثَّدْي هُوَ أَشَيَّعَ السَّرَطانَاتُ عِنْدَ النِّسَاءِ فِي أَغلبِ دُوَلِ الْعَالِمِ وَتَلْعَبُ الْعَوَامِلُ الْوِراثِيَّةُ والبيئية دَوْرًا فِي حُدوثِهِ، وَمِنْ أَهُمْ إِجْرَاءَاتُ الْكَشْفِ الْمُبَكِّرِ عَنهُ الْفَحْصَ الدَّقيقَ وَصُورَة الثَّدْي Mammography والإيكو الَّذِي يُمَيِّزَ الْكُتْلَةُ الصّلْبَةُ عَنِ الْكَيِّسِيَّةِ وَكَذَلِكَ الْخِزْعَةَ بِالْإِبْرَةِ الدَّقيقَةِ FNA وَالْخِزْعَةَ الاستئصالية وَيَتَطَلَّبَ عِلَاَجُهُ مُشَارَكَةِ بَيْنَ الْجِرَاحَةِ مِنْ جِهَةِ وَالْعِلَاَجِ الشُّعَاعِيِّ وَالْكِيمْيَائِيِّ مِنْ جِهَةِ أُخْرَى.
8- النُّزَّفَ النِّسَائِيَّ بَعْدَ سِنِّ الْيَأْسِ Vagina Bleeding
إِنْ سَرَطَانُ بِطَانَّةِ الرَّحِمِ Endometrial Cancer هُوَ أَشَيَّعَ خَباثَةُ تَناسُلِيَّةُ أنثوية فِي الْوِلَاَيَاتِ الْمُتَّحِدَةِ الْأَمْرِيكِيَّةِ حَاليا وَإِذَا كُشِفَ بَاكَرَا فَإِنْ الْإِنْذَارُ جَيِدَ وَنِسْبَةُ النّجَاةِ تَتَجَاوَزُ 90 % وَذَلِكَ بَعْدَ الْإِجْرَاءِ الْعِلَاَجِيِّ الْجرَاحِيِّ الْمُتَمَثِّلِ بِاِسْتِئْصَالِ الرَّحِمِ وَالْمُلْحَقَاتِ.
9- الْيَرْقَانَ المُترقي Jaundice
الْيَرْقَانُ هُوَ اللَّوْنُ الْأَصْفَرُ الْبُرْتُقَالِيُّ الَّذِي يُلَاحِظَهُ الْمَرِيضُ عَلَى جِلَدِهِ أَوْ وَجَّهَهُ وَخُصُوصَا صلْبَةُ الْعَيْنِ، وَهُوَ عَرَضَ مُشْتَرِكُ لِعَدَدِ كَبِير مَنِ الْأَمْرَاضَ وَلَكُنَّ عِنْدَ المرضى الْكُبَّارَ بِالْعُمَرِ وَإِذَا كَانَ الْيَرْقَانُ مُترقياً وَتَرَافُق بِسُوءِ حَالَة عَامَّةَ وَأَعْرَاض هَضْمِيَّةٍ وَكَبِدِيَّةِ أُخْرَى فَإِنّهُ قَدْ يُشِيرُ إِلَى سَرَطَان رَأْس الْبَنْكِرْيَاسِ أَوْ سَرَطَان فِي الطُّرُقِ الصَّفْراوِيَّةِ. وَيَجُبُّ عَلَى الْمَرِيضِ طَلِبَ الْمَشُورَةُ الطِّبِّيَّةُ فُورَا عِنْدَ ظُهور هَذَا الْعُرْضَ لِأَنَّ سَرَطَان رَأْس الْبَنْكِرْيَاسِ هُوَ مِنْ أَخَطَرِ الْخَباثَاتِ وَأَشُدَّهَا فَتَكَا وَلَا يَتَجَاوَزَ الْعُمَرُ الْمُتَوَقِّعُ لِلْمُصَابِ سَنَة وَاحِدَةٍ فَقَطُّ فِي أَغلبِ الْحَالَاتِ.
10- الْألَمَ الْبُطُنِيَّ الْقُرَّحِيَّ المعنّد عَلَى الْعِلَاَجِ Abdominal Pain
أَغْلِبُنَا عَانَى يَوْمَا مَا مِنْ عُسْر الْهَضْمِ وَالْألَمِ الْبَطْنِيِّ وَشَعْرِ بِأَعْرَاضِ الْقَرِحَةِ الْهَضْمِيَّةِ، وَالْخَبَرَ السيء هُنَا أَنَّ نِسْبَةٌ لَا يُستهان بِهَا مِنْ هَذِهِ الْقَرِحَاتُ خَبِيثَةٌ أَوْ أَنّهَا سَلِيمَةَ وَلَكِنّهَا تَحَمُّل إِمْكَانِيَّة التَّحَوُّلِ لِسَرَطَانِ الْمُعِدَّةِ. لِذَلِكَ فَإِنْ كُلُّ مَرِيض يُعَانِيَ مِنَ الْألَمِ الْبُطُنِيِّ الْقُرَّحِيِّ وَخَاصَّة فِي الْأَعْمَارِ الْمُتَقَدِّمَةِ، وَإذاَ اِسْتَمَرَّ هَذَا الْألَمَ لِفترةِ طَوِيلَةٍ وَلَمْ يَسْتَجِبْ لِلْعِلَاَجِ التَّقْليدِيِّ، فَإِنْ عُرْضهُ هَذَا يُثِيرَ الشَّكُّ بِالْخَباثَةِ وَعَلَيهُ مُرَاجَعَة طَبِيبَهُ لِتَقْيِيمِ الْوَضْعِ وَإِجْرَاءِ التَّنْظِيرِ الْهضمِيِّ الْعَلْوِيِّ مَعَ أَخَذَ خِزْعَاتُ بِالْإضَافَةِ لِاِسْتِقْصَاءَاتِ أُخْرَى، وَمِنْ الْأَعْرَاضِ الْأُخْرَى الشَّائِعَةَ لِسَرَطَانِ الْمُعِدَّةِ فَقَدْ الشَّهِيَّةُ وَنَقَصَ الْوَزْنُ.
( تَتَمَيَّزُ الْأَمْرَاضُ الْخَبِيثَةُ بِتَطَوُّرِهَا التَّدْريجِيِّ الْبَطِيءِ نِسَبيا وَلِكَلِّ نَوْعِ مِنهَا أَعرَاض سَرِيرِيَّةِ تَوَجُّهِ نَحوِ الآفة السَّرَطانِيَّةُ الْمُسَبِّبَةُ.. )
وَرَغْمٌ أَنَّ السَّرَطَانَ هُوَ مَرِضَ الْعَصْرُ وأحد أَهُمْ أَسَبَّابُ الْوَفِيَّاتِ فِي الْعَالِمِ الْيَوْمَ، وَرَغْمٌ أَنَّ عِلَاَجَهُ صَعْب وَمُعَقَّدٍ، وَلَكُنَّ الْكَشْفُ الْمُبَكِّرُ يَحُسَّنَّ إِنْذَارُ الْمَرَضِ كَثِيرًا وَيُسَهِّلَ عِلَاَجُهُ بِشَكْلٍ لَا يُصَدِّقُ ! وَإِنْ الْخُطْوَةُ الْأوْلَى لِلْكَشْفِ الْمُبَكِّرِ عَنِ السَّرَطَانِ هِي اِنْتِبَاهُ الْمَرِيضِ لِمِثْلُ هَذِهِ الْأَعْرَاضَ الَّتِي تَحَدُّثَنَا عَنهَا وَأخْذَهَا عَلَى مَحْمَل الْجِدِّ لِأُنَّ ذُلُّكَ بِبَسَاطَةِ قَدْ يُشْكَلْ الْفَرْقُ بَيْنَ الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق